أمين عام لا يترشح باسم حزبه وحزبٌ متأرجح بين البقاء والاندماج.. الوزاني و"العهد": ظاهرة غريبة في السياسة المغربية
يمثل حزب العهد الديمقراطي، ومؤسسه وأمينه العام السابق نجيب الوزاني، ظاهرة سياسية فريدة تزداد غرابة خلال كل موسم انتخابات، فالحزب الذي كان إلى حدود سنة 2008 معادلة مهمة في البرلمان، لا يزال الآن منقسما بين الاندماج الكلي في حزب الاستقلال أو الإبقاء على خط الرجعة، أما مؤسسه فاختار للمرة الثانية تواليا الترشح بألوان حزب سياسي آخر.
وترشح الوزاني، وهو في الأصل طبيب جراح من أبناء إقليم الدريوش، باسم حزب الحركة الشعبية وكيلا للائحة الانتخابات الجماعية بمدينة الحسيمة، وهي المرة الثانية تواليا التي يترشح فيها بغير ألوان حزبه السياسي بعدما كان قد ترشح سنة 2016 وكيلا للائحة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية بإقليم الحسيمة، ولم ينجح حينها في حصد أي مقعد.
وكان ترشح الوزاني بشعار "المصباح" وهو لا يزال أمينا عاما لحزب العهد الديمقراطي قد تسبب في صراع داخلي كبير انتهى بإعلان "طرده" وانتخاب قيادة جديدة، لكن الشد والجذب بقي قائما لدرجة أنه في 2017 نُظم مؤتمران وطنيان، الأول في الرباط وانتخب الوزاني أمينا عاما، والثاني بالدريوش واختير فيه عبد المنعم الفاتحي لقيادة الحزب.
والأغرب هو أنه في يونيو 2019 سيُعاد اختيار الوزاني أمينا عاما للحزب، ليعلن منافسه الفاتحي بعدها بسنتين تحديدا، في يونيو 2021، عن الاندماج مع حزب الاستقلال خلال زيارة للأمين العام لهذا الأخير، نزار بركة، إلى إقليم الدريوش، والذي أعلن حينها أن هذه الخطوة تأتي في إطار "المصالحة" مع منطقة الريف، التي احتضنت بدايات الحزب.
وعمليا فإن الوزاني انتقل منذ 2002 بين 5 أحزاب، حيث أسس حزب العهد برمز "السيارة"، وفي 2008، وتبعا لحصوله على 14 مقعدا في مجلس النواب عبر تحالف مع الحزب الوطني الديمقراطي سنة 2007، سيندمج حزبه مع الأصالة والمعاصرة سنة 2008، ثم سينسحب هو مع هذا الأخير ليؤسس حزبا جديدا أسماه "العهد الديمقراطي" بشعار "الحافلة" سنة 2009، وفي 2016 سيدافع عن ألوان "البيجيدي"، قبل أن يصبح حركيا في 2021.
وحتى حزب العهد الديمقراطي، يبدو مساره غامضا، فحتى بعد إعلان اندماجه مع حزب الاستقلال شارك في انتخابات الغرف المهنية التي جرت يوم 6 غشت الجاري، كما أنه سيشارك في الانتخابات التشريعية المقبلة بـ3 مرشحين ولائحة محلية واحدة، وفق أرقام وزارة الداخلية.